رابطة شعراء العامية المصرية
رابطة شعراء العامية المصرية
رابطة شعراء العامية المصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رابطة شعراء العامية المصرية

ملتقى شعراء العامية المعاصرين من محافظات مصر .أسسها الشاعرمحمد فتحى السيد على فيس بوك فى24 يناير 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
. . . . . . . . . . أهلاً ومرحبا بكم فى موقعكم الراقى بكم رابطة شعراء العامية المصريةتأسست فى 24 يناير 2011 رئيس مجلس الإدارة الشاعر محمد فتحى السيد
سجل بياناتك وأجمل إبداعاتك فى موسوعة شعراء العامية المصرية .. استمتع بكافة ألوان الشعر العامى المصرى والعربى وتعرف على أحدث ألوان العامية العربية ( مربعات الأرابيسك المعشقة ) برعاية الشاعر محمد فتحى السيد مبتكر هذا الفن وتمتع بالمشاركة فى مسابقاتنا فى كافة ألوان الشعر العامى

 

 الشعر النسائي بعيون الشعراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
Admin


عدد المساهمات : 1546
نقاط : 2883
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
الموقع : مصر

الشعر النسائي بعيون الشعراء Empty
مُساهمةموضوع: الشعر النسائي بعيون الشعراء   الشعر النسائي بعيون الشعراء I_icon_minitimeالسبت 25 فبراير 2017 - 12:30

الشعر النسائي بعيون الشعراء حالات استثنائية
والشاعرات يؤكدن أن الشعراء مازالوا يطرقون الأبواب نفسها بأشعارهم


من منطلق مسمى الشعر، ومفهومه الأدبي، خصوصا الشعر النسائي، الذي أصبح يمثل جزءا مهما على خارطة الساحة الشعرية سواء الفصيحة أو الشعبية، ففي الفترة الأخيرة ظهرت وبرزت أسماء لشاعرات تميزن وحققن جماهيرية كبيرة، وأصبحن يمثلن شريحة مهمة في عالم الشعر الشعبي والفصيح وأردنا من هذا المنطلق أن نتحاور من خلال طرح أدبي نزيه، ونستقطب بعض الآراء الصادقة لشعراء لهم وجودهم الشعري والأدبي على حد سواء لنبحث من خلال تلك الآراء عن مكانة الشعر النسائي في عيون الشعراء..

ومن جهة أخرى عندما نقرأ عن المرأة في شعر الرجل نجدها أما حبيبة أو أم أو أبنه، فغالبية أشعار الرجل بالمرأة تنصب بالغزل أو المدح، فمن هو الشاعر الذي أستطاع أن يصف المرأة أو يعبر عن قضيتها خارج إطار الغزل، وعن نظرتهن حول رؤية الرجل لإبداع المرأة هذا السؤال طرحناه على مجموعة من الشاعرات وخرجنا بهذه الآراء:

يخبرنا في البداية الأديب علي مغاوي عن رؤيته بالموضوع فيقول: شعر النساء ونتاجهن الأدبي يتسرب إلى ذهن عربي يغترف ذائقته من ضفاف إرث الذكورة العربية، يرى نتاج المرأة من خلال أنوثة لا يؤمن بنديتها، ويعيش حالة مزدوجة..، فإن تجرد وأعمل النقد الحكمي المعياري فزع على مكانته من روعة امرأة تقاسمه كبرياء الشعر، وإن اقترب من ضعفه الشعوري خجل من فحولة الشعر التاريخية باعتبار أن أدب المرأة سينحاز لصورة لن تكذبه حقائق مواسم جفافه، ومن هنا فالحالتان ترتبك اعترافه بشاعريتها..

الاعتراف بحضور المرأة القوي يفتح باب القوامة على المرأة لأنها فشلت في اعتمار عمة عربية تحميها أو حلة فراهيدية تجيز لها مدح سلطان يترفع عن وجه جميل وصوت ناعم يشكك في هبة فنية مستحقة..، أو بوح شعور يصبح تهمة أخلاقية لها، فقراءتنا الجادة لأدب المرأة مرهون ببراءتها من عورة الصوت، وعتقها من الأحكام على النوايا، ربما يمكننا أن نفرض افتتاح "عكاظ" جديد لا يستحي من صوت شاعرة بما تعلمناه من أرصدة ذهنية هي قوانين حضورها..

وقتها يمكن لأدب وشعر المرأة أن يحاكم نقدياً بمستوى محاكمة النماذج الرجولية أو الذكورية الحاضرة.

ولن يتحقق ذلك حتى يتوقف خجل الأسرة والمجتمع من ولادة شاعرة أو فنانة، فالبنيوية لا تعترف بالجنس في تعاطي ضروب الأدب..

وإلا لما استوقفنا نص "ثريا العريض" (دون اسم)

ولا هزَّنا نص (الهجاء) للشاعرة "أشجان هندي"

مثلما ارتجف الجاهليون أمام خناس، واستمرأ المحدثون، سعاد الصباح مع حفظ حقوق تهم التغريب والنزارية وفارق العمولة..

ونصافح الشاعر إبراهيم مفتاح الذي يقول: لدي تحفظ - ولكنه ليس تحفظا مبلغا - على موضوع تقسيم الأدب على أدب رجالي "ذكوري" وأدب نسائي "أنثوي" وذلك من منطلق أن الجنسين يعيشان حياة مشتركة وقضايا مشتركة أيضا بمعنى أن معطيات هذه الحياة وهذه القضايا وتأثيرها على الفكر المجتمعي أو ألأممي غير قابل للتجزئة أو الفرز وتقسيم ذلك إلى قضايا ذكورية وقضايا أنثوية، والمرأة أو النساء الآتي تمكن من اقتحام ميدان الأدب لسن بأقل كفاءة أو مقدرة من الرجال بل كثيرات منهن أبدعن وربما تفوقن على كثير من الرجال المنتمين لمجالات الأدب.

ويضيف الشاعر مفتاح "وحين أقول: أن لدي تحفظا على هذا التصنيف فإنه لم يكن على الإطلاق فأنا أعني بذلك أن للنساء بعض الخصوصيات من حيث تكوينهن الخلقي أو مشاعرهن الأنثوية التي قد جعل من أدبهن حالات استثنائية في المسيرة الأدبية العامة للجنسين إنما هي حالات تصطبغ ب "الخصوصية" الشخصية للمرأة التي قد يتخذ منها البعض ذريعة للتجزئة أو التقسيم والإصرار على أن هناك أدبا نسائيا وأدبا رجاليا ورأيي هذا لا يعني مصادرة آراء الآخرين، وأعتقد بل اجزم أن احترام الرأي الآخر هو أسلوب حضاري والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقولون.

ويشير شاعرنا أن المرأة والرجل يعيشان حياة مشتركة وقضايا مشتركة وفي إطار هذا الاندماج تدور عجلة الحياة بمعنى أنه ليس هناك أي مانع من أن يتناول الرجل الأديب قضايا النساء، والعكس صحيح مع تأكيدي أنه ليس هنا ك ما يمنع أن تكون في الساحة قضايا استثنائية تصطبغ بالخصوصية الشخصية.

وعن المفردات ومدى إيجاده المرأة الشاعرة لاستخدامها قال: هذه قضية تتعلق بالمخزون الثقافي والمعرفي والعلمي للمرأة بالإضافة على قدرة "الموهبة" ومهارة الاستخدام البنائي لهذه المفردات وهن المعاني وقديما قال الجاحظ: المعاني المطروحة في الطريق بمعنى أنها مشاعة والأديب سواء كان رجلا أو امرأة هو الذي يستطيع بفنياته وجماليات ذوقه وأيضا القدرة على التوظيف وإتقان النسيج وتفصيلة أن يجعل منه شيئا ذا قيمة أدبية.

ويقول الشاعر: غرم الله حمدان الصقاعي: ارتبط الشعر النسائي في ذاكرتنا الأدبية العربية بالفخر والرثاء لذا كانت المرأة تعبر عن خلجات روحها وعن معاني الوفاء فيها بالشعر من خلال الغرضين السابقين ولم يكن هناك حضور كبير للأغراض الأخرى.

والمملكة العربية السعودية في العصر الحاضر تحتفي بالشعر النسائي وان كان هناك بون شاسع بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي من حيث المشاركة النسائية ففي الشعر الفصيح هناك أسماء نسائية لها حضورها ولها لغتها الخاصة التي تمثل المرأة في بلادنا في هذا العصر من خلال اقتحامها لأغراض جديدة وبمشاركة واعية ومدركة للتجديد في القصيدة نتيجة قراءات سابقة وواعية أنتجت لنا نصوص تحكي واقع المرأة وأحلامها وخصوصيتها وتميزها.

وعلى الجانب الآخر في الشعر الشعبي انتشر الغنج في اغلب القصائد النسائية، وذلك لضيق الأفق في الساحة الشعبية والتي غالبا لا تحتفي إلا بالقصائد الغزلية للرجال أو النساء وفي النادر جدا تجد في الشعر الشعبي بصفة عامه الرجالي والنسائي ما يناقش القضايا العامة أو يحمل رسالة اجتماعية أو معرفيه لذا كانت مشاركة المرأة مشاركة يختلف عليها الكثير حتى قيل أن هناك رجالا يكتبون للنساء الشاعرات، وذلك لبعد اللغة والمضمون عن الأنثى بخصوصيتها وتميز مفردتها وصورها الشعرية.

وربما ليس من اليسير الحكم على التجربة النسائية في بلادنا لحداثتها أو على الأصح لحداثة الكتابة الشعرية المنشورة بأسماء الشاعرات وكذلك لدخول الأسماء النسائية إلى معترك الحياة الأدبية في بلادنا حديثا من خلال الدراسات الأدبية والنقدية لعدد من أعمالهن وهذا بالتأكيد احد أهم مؤشرات نضوج التجربة أو على الأقل لفت الانتباه والاهتمام بالصوت النسائي، ولا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه السرد في وقتنا الحاضر من حضور على المشهد الثقافي وتأثيره عل الشعر حيث تواجدت المرأة بشكل مكثف ومختلف فيه، لذا تشهد الساحة الثقافية لدينا تواجد كمي كبير لأسماء نسائية في الشعر الشعبي وكذلك الفصيح، ولكن لا يمكن الحكم على التجربة حكما قاطعا ولكنها لازالت تدور في فلك التقليد لأسماء نسائية عربية أو محاولة محاكاة الشعر الرجالي في بلادنا وخارجها0وان وجدت بعض التجارب المميزة وبخصوصية للأنثى السعودية ولكنها قليلة جدا فيما اطلعت عليه.

وصافحنا الشاعر عيسى جرابا عضو نادي جازان الأدبي قائلاً: المشهد الشعري السعودي على مستوى الذكور والإناث يعدّ مشهدا مبشرا بالخير، وعلى الجانب النسوي أوالنسائي كما يقال ينبغي أن يحتفى به لأنه مشهد رائع وحافل بالإبداع الحقيقي؛فالأنثى الشاعرة استطاعت أن تثبت جدارتها وأحقيتها بهذا الإبداع وحين نعود بذاكرتنا إلى الوراء نجد أن هناك شاعرات سعوديات وعربيات استطعن أن ينافسن الرجال بل ويتقدمن عليهم في أحايين كثيرة.. والمرأة العربية لا يمكن أن تنفصل عن تاريخها فهي قادرة أيضاً في هذا العصر المصبوغ بالحداثة والتحديث أن تشق طريقها في مضمار التميّز وتحقق مكانتها من خلال ذلك الأدب الرفيع.

أما الشاعر إبراهيم أحمد حلوش عضو لجنة الشعر بنادي أبها الأدبي فقال: أرى من وجهة نظري بأنّ المرأة منذ زمن الخنساء وإلى ما بعد نازك الملائكة مازالت تفيئنا بظلالها الوارفة، وتسكب لنا عطرها الجميل الفاتح شرفاته على زمن الاخضرار العابق بالشذى في كل الأزمنة والأمكنة ومازلنا نتوق إلى معاقرة حروفها المعتّقة الذائبة في بوتقات الجمال والأدب.

فمفرداتها كقطرات الندى، وحروفها تعطّر المدى، ولقوافيها في القلب صدى.

وهناك شاعرات يشار إليهنّ بالبنان يحضرني منهنّ الآن أحلام الحميّد وإنصاف بخاري التي دائماً ما تكون حاضرةً في كل أمسياتها ومازلت أذكر تلك الأمسية التي أقيمت لها في نادي أبها الأدبي، حيث استمتع الجميع بشعرها الراقي الهادئ وصفقت لها القلوب طرباً وهناك الكثير من الشاعرات اللاتي ينتظرن إشارة فقط لينثرن إبداعاتهنّ وأريجهنّ فأتمنى من الإعلام أن يسلّط الضوء عليهنّ حتى يستحيل الكون ضياءً وشعراً.

زاهر الفيفي شاعر وكاتب وقاص يقول: بادئ ذي بدء كنت أتمنى لو تُمَكّن المرأة إعلامياً من البوح بمشاعرها شعراً وأما بالنسبة لشعر المرأة فهو كاللؤلؤة الثمينة (المُخبأة) ظنّاً - من أكثر الناس - أنها لا تمتلك القدرة على تناول القضايا ومعالجتها.

والمرأة من العصر الجاهلي وتعريجاً على العصر الإسلامي إلى عصرنا الحاضر نجد لها دورا كبيرا في الرقي بالشعر، وما يحدث من فتور في بعض الأزمنة ما هو إلا لأحد سببين: إما لقلة الغوّاصين من الباحثين عن تلك اللؤلؤة وأعني المثقفين الذين يتصورون أن المرأة لا ناقة لها ولا جمل في بحور الشعر/ وإما لحجب الإعلام لآلئ ألسنتهن عن السطوع.

وأخيرا أتمنى من كل شاعرة أن تنظم الشعر كرسالة للناس تحمل في طياتها مايخدم الدين والوطن والنفس المطمئنة.

ويجيب الشاعر محمد فرحان الفيفي عضو نادي أبها الأدبي على تساؤلنا فيقول: شعر المرأة كم متواضع وليس قصور في المرأة أو في شعرها فالموهبة لا تتحوّر وليست حكراً على زيد ولكن وبدون ريبة هناك الكثير من الشاعرات والدواوين والقصائد لكنها رهينة المحابس لسبب ذاتي أو مجتمعي أو بسبب الحراك الثقافي فلو أفقنا على جهة رسمية لها خصوصيتها واستقلالها تعنى باستقطابها أديبة لها فعالياتها الخاصة واهتمامها بالنتاج الشعري إعلاميّاً وطباعةً ونشراً لكان لشعر المرأة رأي آخر.

أما الشاعر سعد شبرين القرني عضو لجنة الشعر في نادي أبها الأدبي فيقول: المرأة السعودية في مجال الشعر كالمرأة في جميع المجالات..

فهي منذ القدم لم تستطع أن تبرز بروزاً ملفتاً للأنظار، وقد تعود أسباب ذلك إلى أسباب اجتماعية وانغلاق أسري فهناك أصوات تنادي بعدم ظهورها. وهناك ثقافة المرأة ثقافة إطلاع وليست ثقافة الحياة المعاصرة.وعنصر القراءة لديها ضعيف جدّاً وسبب ثالث ولعلّه أساسي وهو أنّ الشعر مواهب من الله وربما المرأة لم يهبها الله القدرة التي وهبها للرجال.

ولذلك نجد أنّ الشواعر حتى في البلدان العربية المجاورة التي تتمتع بحرية الرأي صوتهنّ أقل وأضعف من أصوات الرجال.

وأخيراً أنصح المرأة السعودية أن تغوص في أعماق كتب الأدب والتراث، وأن تُظهر نفسها بكثافة من خلال الصحافة والانترنت.

تؤكد لنا الشاعرة حليمة مظفر أن ذائقة التلقي تختلف من شاعرة لأخرى، وتقول: "في نظري شعر كثير من الشعراء لدينا مازال يطرق الأبواب نفسها، ومازال يلامس القشور في حياة المرأة فمثلا: لم أجد شاعرا يتغزل بامرأة سوداء البشرة وكأن الجمال فقط في سمرتها أو بياضها أو شقارها، وهذا يؤكد عدم قدرة بعض الشعراء وربما الكثير منهم على فلسفة اللون داخل القصائد.

وتضيف مظفر "أجد أن معظم ما يقال بالمرأة سطحي ولا يلامس تلك الروح الشفيفة التي تتسم بها امرأة هذا العصر، فهي أصبحت عملية، طموحة، مبدعة، منطلقة، وكل هذه الأشياء لا تلقى بالاً لدى الشعراء السعوديين لدينا، أنهم ينظرون فقط للجسم والشعر والعينين، ولازلت أتذكر أجمل ما قاله نزار قباني عن المرأة، فقد قال ما لم تقله المرأة نفسها، فهل يوجد شاعر يستطيع أن يدخل لعوالم المرأة وخصوصياتها؟؟؟

باستنكار تقول الشاعرة حليمة لم يخلق هذا في المجتمع السعودي على حد علمي!!

الشاعرة أحلام الحميد تقول:

إذا نظرنا في الغالب الأعمّ، فإنّ شعر الرّجل قد عبّر عن العديد من قضايا المرأة كلّ بحسب توجّهه، وطريقةِ إبداعه، ونفسه الشّعريّ، ويظلّ تقبّل المرأة حسب إجادة ذاك الشّاعر ومدى تذوّقها لنوعيّة إبداعه، لكن يظلّ الجانب الأكبر من شِعر الرّجل ينظر إلى المرأة كموضوع للإبداع، ومصدرٍ للوحيّ والإلهام، فهي التي تهبُ الحبّ والسعادة والحنان، وهي التي تمنح الرّجل حطب القصيدة بأحاسيسها المختلفة، وهي الفجر الذي يتنفسونه، وهي الملاذ والحيرة والألم والأمل. من خلال قراءتي للعديد من الردود والتعليقات التي ترد في الشبكة العنكبوتيّة من شعراء كبار لهم قاماتهم السّامقة في مختلف المواقع والمنتديّات الأدبيّة، فإني أرى نظرتهم إلى شعر المرأة أيّا كانت وجهته نظرةَ احتفاءٍ ومشاركة في المغامرة الإبداعيّة، وإن كانت هناك فئة قليلة من الشعراء عدّوا شعر المرأة دخيلاً على مملكتهم، وأنّها مهما أجادت فهناك سقفٌ لا يمكن لها تجاوزه، كما أنّهم في بعض الأحيان لا يريدونها أن تشاركهم لعبة اللغة، ولا أن تكون لها بصمة، ولا يستبشرون بالذات الأنثويّة كذاتٍ فاعلةٍ في النّصّ، ويرون أيضًا أن الشعر النسويّ متأخر عن الشعر الذكوريّ، و أنا أرجّح أن يكون هذا الاعتقاد بسبب العدد والكثرة، فعدد الشاعرات الذي وصلنا منذ بدء العصر الجاهلي وحتى الآن قليل جدا إذا ما قُورن بعدد الشعراء الرجال، وذلك لأسباب عديدة كالقبلية، والعادات والتقاليد التي تعطي الرجل مساحة أوسع وحرية أكبر للخروج على الملأ، أما من ناحية النوعية ودرجة الإبداع، فالمرأة تسير بحذو الرجل وتشاركه في مسيرته حسب خصائصها الأنثويّة وتكوينها الحسيّ.

وتقول الشاعرة أسماء العقيل: يكون الشاعر السعودي أولى لبعض قضايا المرأة أهمية في شعره ولكن ليس بالشكل الذي نطمح إليه من تركيز على معظم القضايا المهمة في حياة المرأة.

وقد نرى اهتماما واضحا من غير الشعراء السعوديين في المرأة وتركيزا منهم عليها في أشعارهم.

ولو رجعنا إلى شعراء نجد وخاصة في القرن الثالث الهجري للمسنا مكانة المرأة العظيمة في أشعارهم مما يدل على أن الأمر إن دل على شيء دل على أن المرأة في الشعر السعودي لم تبلغ حتى الآن المكانة التي نتمنى أن تصلها في أشعارهم.

أما الشاعرة أسماء الجنوبي فلها رؤيتها التي تقول فيها: أحسب أنَّ صورة المرأة في شعر الرجل غير محصورة في زاوية واحدة، وتظهر بأشكال عدّة، فربما كانت رفيقة الدرب التي تُبثُّ لها الشكوى، وتفشى لها الأسرار، وتُلقي بين يديها الهموم، ولا عجب، فهي شريكة الحياة، وجزؤها الرقيق الذي تذوب عنده قسوة الأيام، أو أنَّها الحضن الدافئ الكبير الذي يلجأ إليه عند الشدائد، ولمسة حنان تركت أثرها في قلبٍ غضٍّ، وروح بيضاء كلما جالت ذكريات الطفولة، ولاح طيف الأيام، وقد يذكر الرجل(الشاعر) الأنثى الصغيرة (بنتًا، أختًا، حبيبةً) وهي تزّين حياته لعبًا وضحكًا وتساؤلاً، ثمَّ ترحل وتترك مكانها فارغًا، وكانت من قبل أحوج ما تكون إليه!

إذن، فصورة المرأة تظهر في عدّة أبعاد، وأكثر من لون، وقد تلازم الغزل والعتب والشكوى والاستعطاف أو الرثاء، ولكنَّ هل ظهرت صورتها في غرض المدح ظهورًا واضحًا، أو أنه لا ينالها إلا من بعيد، والذي أعنيه أنّ صورة المرأة العظيمة _ وهي موجودة بجلاء في الحياة - لم تظهر بكمالها الذي تستحق، ولم تظهر لامعةً كما ينبغي صافيةً دون شائبة من ميل أو هوى.

وقد يستحضر الشاعر صورة المرأة رمزًا كبيرًا، له دلالته التي تضيف إلى النصِّ عمقًا، وتبتعد به إلى آفاق الحلم، أو إلى أراضي الواقع السحيق.

وتضيف لقد لازمت صورة المرأة الشعر العربي منذ عصوره الأولى حتى اليوم، ولم تعزب عنه منذ كان الغزل ركن القصيدة الركين حتى ولج في الدوال والأقنعة، وإذا كانت المواضيع تختلف إلى الشعر حينًا بعد حين فإنَّ موضوع المرأة حاضر بحضورها في كل مجالات الحياة منذ بدء الخليقة.

وتصافحنا الشاعرة هند عبدالزاق المطيري برأيها عن نظرتها حول رؤية الرجل لإبداع المرأة ومناقشة الرجل لقضاياها بقولها: هذا الموضوع طال فيه الجدل، وكثر حوله اللغط في الآونة الأخيرة بوحي من الحركات النقدية المعاصرة، وعلى رأسها النسوية الغربية، حتى تحول من مجرد ثورة طارئة إلى قضية نقدية جادة حصدت الكثير من أنصار وألبت الكثير من المعارضين.

أما بخصوص صورة المرأة في الأدب الذكوري فأعتقد بأن الأديب الرجل كان قد أسدى للأنثى أعظم معروف حين جعلها الحبيبة والملهمة له في شعره عبر آلاف السنين، بل ربما اظهرت في كثير من النصوص بوصفها الربة المقدسة التي تصرف لها قرابين الولاء والطاعة، في حين ظلت صورة الرجل في أدب المرأة غامضة أو مطموسة المعالم إلى حد ما.

وتضيف إذا ما تجاوزنا شعر الغزل الموروث إلى الأدب الحديث فإننا نجد المرأة قد احتفظت بقداستها ورونقها المعهود، وأن بدت في الكتابات الواقعية في صورة أقرب إلى حقيقتها الانسانية.

إن صورة المرأة في الأدب الذكوري شائكة ومتشعبة لا نستطيع الوقوف عندها في عجالة خاصة وأن تلك الصورة لم تكن أبدا موضوعا ثانويا في النصوص الأدبية فالمرأة في الأدب تتجلى بوصفها رمزا يحمله الأدباء الكثير من الدلالات العميقة التي تخدم القضايا الإنسانية عامة، مما جعلها تحظى بالعدد الوفير من الدراسات النقدية، في حين ظلت صورة الرجل في أدب المرأة في معزل عن اهتمام النقاد إلى حد كبير. ورغم أن هذا التوجه للتفرقة بين الأدب الذكوري، أوالكتابات الذكورية كما يطيب لأنصار هذه الحركة تسميتها - وبين الكتابات النسوية - بحسبهم أيضا - يعد توجها جديدا في الحركة النقدية المعاصرة في المملكة إلا أنه كما يظهر من كتابات المثقفين والمثقفات "ولا حظ هنا أنني اضطررت لإفراد النساء بالوصف تماشيا مع هذا الفكر" بدأ يؤسس لظهور فكر مماثل في النقد السعودي المعاصر. ولعل السر يعود - أولا وقبل كل شيء - إلى رغبة كامنة في شعور المرأة السعودية عامة والمثقفة خاصة في التحرر من سيطرة الرجل وهيمنته العرفية، ولأن الحركة هذه الحركة تمثل وعدا بالحرية ولو على المستوى النقدي فإنها بلا شك تعد نافذة من نوافذ الحرية التي تطالب بها المرأة هنا.

وبصرف النظر عن جدية هذا التوجه وملاءمته لثقافة المجتمع السعودي وقناعاته فإن المرأة ماضية فيه بقناعة فكرية تامة، بل أن هذا الفكر بدأ يستقطب فئة غير قليلة من ربات البيوت اللواتي يتواصلن مع الشبكة العنكبوتية، عبر المواقع الخاصة بالمرأة، كمواقع التجميل والأزياء والمطبخ، حيث وجدت المثقفات فيها قنوات ميسرة لتوعية أخواتهن البيتوتيات بهذا الفكر الواعد.

والحق يقال في أن هذه الحركة لم تتجاوز حتى الآن نطاق الاعتراض على وضع فطري سائد منذ الأزل، فلم تتمكن المرأة من تحقيق أي انتصارات على الأرض كما وعدتها بذلك النسوية، فلغتها هي لغة الرجل، وفكرها مازال يسير في إطار ثقافة المجتمع وأعرافه، وأن ظهرت بعض الكتابات المتمردة.

واستخدام مفردة "متمردة" هنا لا يحمل نقدا لهذا النوع من الكتابة بقدر ما يصف طبيعة تلك الأعمال، فرواية بنت الرياض لرجاء الصانع لا تظهر بوصفها عملا أدبيا ناضجا تتكامل فيه المقومات الأسلوبية والفنية للرواية بقدر ما تظهر بوصفها ترجمة واقعية لرغبة المؤلفة في تجاوز المألوف والسائد. وإذا تجاوزنا هذه النظرة العامية للقضية فنه لابد من التأكيد على أنه لا فرق في الأدب بين الرجل والمرأة فالأدب ميراث إنساني عام لا يملك الرجل فيه أن يستأثر بمثلي حق المرأة وأن كان يجدر بالمرأة من ناحية أخرى أن تقر بالنضج المبكر لتجربة الرجل الفنية في الأدب السعودي وعامة فإنه من وجهة نظري لا فرق في القراءة الجادة بين أدب المرأة وأدب الرجل الجيد يفرض نفسه على المتلقي بصرف النظر عن جنس المبدع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poetmohamedfathy.forumegypt.net
 
الشعر النسائي بعيون الشعراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر النسائي بالجزيره العربيه
» من أقوال أمير الشعراء أحمد شوقي
» من أقوال أمير الشعراء أحمد شوقي
» ابراهيم خليل ابراهيم واسماء عجلان فى اذاعة الاسكندرية ومهرجان الشعراء العرب
» الشعر الغنائى العربى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رابطة شعراء العامية المصرية :: الدراسات الأدبية والنقدية والقراءات التحليلية-
انتقل الى: