قراءة فى نص الشاعر محمود وحيد . بــرد الــقـلــوب

رابـطـة شعــراء العامـيـة المصـريـة
قراءة فى نص الشاعر محمود وحيد
-------( بــرد الــقـلــوب )-------
بقلم الشاعـر محمد فـتحى السيـد
_______________________
"""برد القلوب"" كلمات / محمود وحيد
--------------------------
البرد برد قـلوب
الدق فيها سجيـن
شايفة الميزان مقلوب
مايل بقاله سنين

صيفها وشتاها مطر
دق القلوب إنشطــر
والرعشة رعشة موت
والدمع ع الخدين

البرد برد طموح
ساكن فى عشة بوص
متعلقابه الروح
جوة الألم محبوس

متقيدة خطاويه
والليل طويل حواليه
ماشى الخُطا مندار
على دقته بيدوس

تاهت شموس الدفا
والضى بات مهزوم
حتى النهار إختفى
تحت الدجى مهموم

لا بسمة تشفى عليل
ولا دمعة ناوية رحيل
ولا شمس تبدر أمل
ترضى حزين محروم

البرد برد ضمير
توبه بقى مهدول
ماشى ف عكس الريح
بيحرف المعقول

لا مَرسى ليه ولابر
البرد بذرة شــر
واللى ضميره خراب
بيه الشتا موصول
-----------------
القراءة فى التعليق التالي

-------( الــقـراءة التحليلية )---------
بقلم الشاعـر محمد فـتحى السيـد
------------------------------------------
أولا . بالنسبة للبناء والترابط
فهو جميل والتصاعد الدرامى رائع .

ثانيا . بالنسبة للإيقاع الموسيقى
فهو جميل جدا ويعد من أجمل مايميز النص.

ثالثا . بالنسبة لأسلوب الصياغة .
بدأ النص بمربع رائع من مربعات فن الواو . ثم تغير الأسلوب وخرج من نطاق المربع ثم عاد ثم خرج ثم عاد ثم خرج ولكن إستمر الإيقاع بنفس الوتيرة بحرفية عالية تجعل القارئ يستمر مع الإيقاع دون شعور بهذا التغيير .

رابعا .. الصور والتشبيهات الجمالية .
بداية من العنوان الرائع والمناسب تماما ( برد القلوب )
فمن المألوف أن القلوب مصدر الحب ومنبع الإحساس ومنه تتدفق المشاعر الدافئة . فحين يكون العنوان ( برد القلوب ) فهذا يوحى من البداية أن لاحب ولا إحساس فالمشاعر تجمدت بالقلب فأخرجت بردا .
سندخل النص من هذا الباب .

بدأ النص بمربع واو مفتوح رائع جدا .
( البرد برد قـلوب
الدق فيها سجيـن
شايفة الميزان مقلوب
مايل بقاله سنين )
هنا ( البرد برد قلوب ) قد تعرضنا لها فى تحليل العنوان .
لكن الغريب هنا أن القلوب التى فقدت الإحساس ليست قلوب الجناة . وإنما هى قلوب الضحايا . فالنبض فيها سجين . أى أنها لم تموت بعد لكنها مازالت تنبض و النبض ليس طبيعيا ولا حرا فهو سجين خاضع لحكم وقيد ورقابة شديدة وأوامر صارمة
( شايفه الميزان مقلوب ) صورة جميلة للقلوب التى تنظر من خلف قضبان سجنها فـترى ميزان العدل قد إختل ومال فساد الظلم وقت طويل .
( صيفها وشتاها مطر ) رغم أن المطر رمز للخير والنماء . إلا أن الشاعر هنا أراد أن يعبر تعبيرا مختلف وبرع فيه . فالصيف صار شتاء ممطر أى أنه لا مجال للدفء فالصيف بارد والشتاء أشد برودة لذلك سيظل الإحساس مجمد داخل القلوب يبعث بردا .
( دق القلوب إنشطر ) دق القلوب محسوس وغير ملموس فى العادة . لكن الشاعر جسده وجمده وسجنه وبما أن الطقس بارد من الخارج والقلوب باردة أيضا من الداخل فيمكن للنبض الذى تجمد كقطعة ثلج أن ينشطر . من رعشة الموت .فهى كالزلزال الذى جعل الكتلة الثلجية تتصدع فحدث بها شرخ فانشطرت . تشبيه رائع للغاية . و أضاف الشاعر تشبيه اخر معه وترك لنا الخيار لسبب الانشطار . فالتشبيه الثانى تجده فى سيل الدموع على الخدين. وكأن الدمع تساقطت قطراته فوق القلب الذى تجر فأحدث تساقطها فجوة تجمع بها الدمع فأذاب الثلج المحيط به فأحدث شرخا أدى لشطر كتلة الثلج .
( البرد برد طموح
ساكن فى عشة بوص
متعلقابه الروح
جوة الألم محبوس ) نلاحظ هنا عودة الشاعر لمربعات فن الواو مرة أخرى .
البرد برد طموح ساكن فى عشة بوص متعلقابه الروح . البرد أصاب القلوب بالتجمد والانشطار وصل إلى الطموح البسيط للغاية فالعشة البوص تأكد تلك البساطة من جهة وتشير من جهة أخرى إلى أن الطموح غايته القصوى مسكن آدمي يأوى من التشرد والبرد القارص . فالروح معلقة به . فهو غايتها ودونه الموت . فإن فقد فقدت الروح المعلقة به . فهل من سبيل للحياة بلا روح ؟؟؟ . بالطبع لا . لذلك لايمكن ان يكون هناك تنازل عن هذا الطموح البسيط بسهولة .
( جوة الألم محبوس ) هذا التعبير بالنسبة للمربع مستقلا بعيدا عن النص فهو رائع ومناسب تماما . أما بالنسبة لوجوده فى سياق النص فهو تعبير ضعيف مقارنة بما سبقه . لأن الألم إحساس وأشرنا منذ البداية بأن كل المشاعر والأحاسيس تجمدت فى القلوب الباردة . وبما أن الألم أحد تلك الأحاسيس فهذا التعبير لم يضيف لى جديدا .
( متقيدة خطاويه
والليل طويل حواليه
ماشى الخُطا مندار
على دقته بيدوس ) نلاحظ هنا خروج الشاعر من نطاق مربعات الواو .
كل التعبيرات السابقة لم تضيف جديدا لما سبق من معان قوية . لكن الشاعر
أرد أن يؤكد على سوء الحالة وسوادها .
( تاهت شموس الدفا
والضى بات مهزوم
حتى النهار إختفى
تحت الدجى مهموم ) نلاحظ هنا عودة الشاعر مرة أخرى لمربعات فن الواو .
المربع هنا جميل لو استقل بذاته أيضا لكنه ضعيف فى سياق النص مقارنة بما سبقه من معان قوية أراها مكررة بشكل أقل قوة . فبجملة واحدة مما سبق كهذه على سبيل المثال ( صيفها وشتاها مطر ) أجد كل هذه المعانى.
( لا بسمة تشفى عليل
ولا دمعة ناوية رحيل
ولا شمس تبدر أمل
ترضى حزين محروم

البرد برد ضمير
توبه بقى مهدول
ماشى ف عكس الريح
بيحرف المعقول

لا مَرسى ليه ولابر
البرد بذرة شــر
واللى ضميره خراب
بيه الشتا موصول ) نلاحظ هنا خروج الشاعر من الواو مرة أخرى حتى انهى النص . كما نلاحظ أيضا أن الشاعر يدور فى نفس الدائرة ولم يخرج منها ولم يضيف جديدا للمعان السابقة كل مافعله الشاعر تغيير المغردات والتأكيد بأكثر من صياغة على سوء الحالة وسوادها .

خامساً و أخيرا . خلاصة الملاحظات .
1 / الشاعر برع جدا فى النصف الأول من النص وتألق بشكل رائع ومبهر . ثم صدمنى بالتطويل والتكرار للمعانى بمفردات مختلفة وتعبيرات أضعف .

2 / الشاعر أراد أن يكتب النص على شكل رباعيات لكنه وقع فى فخ مربعات الواو من جهة . ومن جهة أخرى لم يكتب النص كما تكتب الرباعيات هكذا .
( البرد برد قـلوب الدق فيها سجيـن
شايفة الميزان مقلوب مايل بقاله سنين
صيفها وشتاها مطر دق القلوب إنشطــر
والرعشة رعشة موت والدمع ع الخدين

البرد برد طموح ساكن فى عشة بوص
متعلقابه الروح جوة الألم محبوس
متقيدة خطاويه والليل طويل حواليه
ماشى الخُطا مندار على دقته بيدوس

تاهت شموس الدفا والضى بات مهزوم
حتى النهار إختفى تحت الدجى مهموم
لا بسمة تشفى عليل ولا دمعة ناوية رحيل
ولا شمس تبدر أمل ترضى حزين محروم

البرد برد ضمير توبه بقى مهدول
ماشى ف عكس الريح بيحرف المعقول
لا مَرسى ليه ولابر البرد بذرة شــر
واللى ضميره خراب بيه الشتا موصول )

بهذا الشكل أراد الشاعر أن يكتب النص لكنه نشره مبعثرا فشتت القارئ بين الواو تارة وشعر التفعيلة تارة والرباعيات تارة . لكنى بالتركيز أعتقد أنى توصلت لما كان يريده .

روووووووووووووعة
ودي وتقديري

» الشاعر محمود وحيد
» الشاعر محمود وحيد . موال رباعى بغدادى
» إعدام قلب كلمات الشاعر محمد فتحى السيد قراءة تحليلية الشاعر خالد عز الدين
» إعدام قلب كلمات الشاعر محمد فتحى السيد قراءة تحليلية الشاعر خالد عز الدين
» الشاعر ( محمود مرعى )